يتم التشغيل بواسطة Blogger.
ماذا يعني انها رحلت بعد ان جعلتني اعتادها؟ كنت اعلم منذ اول يوم انها تعني المشاكل وهي تخرج من الدوام خطواتها ترقص دون موسيقى و ابتسامتها تسبقها كاضواء السيارات في الليل. كانت المعنى الحرفي للعفوية و التفائل وتجسد الجنون بكل ما يصدر منها من افعال لا تلقي لها بالا، ولسانها الطويل كان يوقعها بشتى المصائب التي تغرق فيها كالحمل الضائع. اعتدت على ان اوقاتها غير معقولة وانها مستعدة للحديث في اي وقت وان كان لا يناسب العقلاء، هي الوحيدة التي تبتسم لاي شخص وان كانت على حافة الانهيار. لم تخاف من كونها غريبة الاطوار او منفردة في عالمها الخاص ولم تكن تقدس عادات المجتمع او تقاليده فوق رغبات قلبها، كانت تتبع حدسها و تفعل ما تريد بغض النظر عن اقوال الناس. ادركت متاخرا انها هي من عاشت فعلا بينما نحن كنا اشباح بشر بتقديسنا لعادات مجتمع كنا نعلم انه متخلف، كان علي ان اقول ما في خاطري وافعل ما اريد حين كان لدي الفرصة لاخذها بين يدي بعيدا عن العالم. كان لديها نظرة ايجابية تجلب الحظ ولم اكن قبل ذلك اؤمن بالتفاؤل او اي الخرافات الفلسفية هذه ولكنني رايت بام عيني ان الحياة كانت تنصاع لذلك الامل اليافع في عيناها البنيتان ولم تكد تحزنها بكلمة قاسية او مصيبة متجلجلة حتى جبرت خاطرها في موقف  اخر يلحق به مباشرة. كان موقفها المتفائل هذا يجذب الاشخاص نحوها وكنت اغار من اولئك الذين يشابهونها في عدم انخضاعهم لعادات المجتمع لانهم استطاعو ان يتجاهلو كل احاديث الناس لكي يكونو بالقرب منها. انا على الجهة الأخرى كنت منصاعا تماما لقوانين الاجداد العتيقه مما جعلني اضيع وقتنا الضيق سويا في خوف من حديث الناس عنا، كان يزعجها مني انني كتوم جدا واكبت غيظي منها حين تضايقني تصرفاتها و بالطبع كانت على حق. ان الغيرة و الانزعاج يتكاثرون في عقل الانسان حين يظل وحده بينما لو صارح الشخص الاخر بمشاعره و تم تفسير الموقف فان الظنون و الاحتمالات تنتهي و يمكن وقتها ان تعود العلاقات اقوى لوجود فهم متبادل للمشكلة.
في الوقت الذي انطويت فيه على نفسي و ظننت انني اتركها لتراجع نفسها في كل ما فعلت وانتظرت ان تشتاق الي و تعود مثل كل مرة، كان غيري لا يزال يحادثها و في عقلها العفوي الذي يفهم الامور كما تبدو عليه من الخارج انا من تركتها لانني لم اكن اهتم، . عدت الان لاجد انها تخبأ جروح احدثتها تصرفاتي فيها وفهمت انها كانت على حق حين لم تثق بي فانا خذلتها كما فعل الجميع. عدت لاجدها تكمل حياتها كانني لم اكن واعادتني مكاني الاول الغريب لكن ثقتي بها كما هي لان على الرغم من كل شي هي لم ولن تخذلني ابدا. في النهاية هي تضع راسها على وسادتها وتنام كما فعلت دائما وهي واثقة ان ضميرها مرتاح بينما انا اسهو لارى ابتسامتها العريضة وعيناها الواسعتين في داخلي يؤنباني كل ليلة، لا لم احببها ولم تحبني ولكنني اضعتها..
RN

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المقالات الاكثر مشاهدة

جميع الحقوق محفوظة Wingless

تصميم : Mostafa Karam